محليات

 

جمعية علماء الهند توجه من مدينة «ديوبند» رسالة السلام والأمن إلى العالم كله

الجمعية تعقد مؤتمر الأمن والسلام العالمي بالمدينة

بمناسبة مرور مئة عام على «حركة الرسائل الحريرية»

التي قادها وأطلقها العالم الهندي الكبير ابن المدينة العبقري أول تلميذ بجامعة دارالعلوم/ديوبند

فضيلة الشيخ محمود حسن الديوبندي المعروف بـ«شيخ الهند»

يشارك المؤتمر خيرة العلماء والمثقفين من أرجاء العالم بما فيها دول باكستان وبنغلاديش وسريلانكا ومالديف ونيبال

وبريطانيا وغيرها إلى جانب مئات من العلماء والمفكرين من داخل الهند

 

 

 

 

        عقدت جمعية علماء الهند وهي أكبر وأعرق منظمة إسلامية في شبه القارة الهندية قادت حركة تحرير الهند من نير الاستعمار الإنجليزي تحت رئاسة رئيسها فضيلة الشيخ المقرئ السيد محمد عثمان المنصور بوري أستاذ لمادة الحديث في الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ ديوبند ليومين متتاليين: الجمعة السبت: 9-10/ صفر 1435هـ = 13-14/ديسمبر 2013م مؤتمر الأمن والسلام العالمي بمصلى العيد بمدينة «ديوبند». وذلك بمناسبة مرور مئة عام على «حركة الرسائل الحريرية» المعروفة التي أسسها وقادها العالم الهندي العبقري الكبير فضيلة الشيخ محمود حسن الديوبندي الذي كان أول تلميذ في جامعة ديوبند الإسلامية الكبرى لدى تأسيسها وكان من الدفعة الأولى التي تخرجت منها وقد عُرِفَ في العالم بـ«شيخ الهند».

     واهتمت بتنظيم المؤتمر «جمعيّة شيخ الهند التعليمية» التابعة لجمعية علماء الهند، وعقدت جلسته الافتتاحية بعد صلاة المغرب مباشرةً من الليلة المتخللة بين الجمعة والسبت 9-10/ صفر 1435هـ = 13-14/ديسمبر 2013م بخيمة كبيرة ضخمة مزدانه بجميع التسهيلات بجنب مصلى العيد بالمدينة بحضور كبار العلماء والمفكرين من داخل الهند وخارجها، الذين صَرَّحوا بلسان واحد بأننا بأمس حاجة إلى الأمن والسلام، والمسؤولية في هذا الشأن تعود على علماء العالم كافة، وأعربوا عن موقفهم الموحد الصارم عن الإرهاب والاضطرابات الطائفية التي تُفَجَّر باسم الديانة ويتم فيها سفك الدماء البريئة، وناشدوا المجموعة البشرية كلها أن تساهم فعلاً في الجهود المبذولة من أجل الأمن والسلام.

     وقد قال الأمين العام لجمعيّة علماء الهند الشيخ محمود أسعد المدني وهو يلقي الضوء على أهداف المؤتمر: إن الخطر الذي يواجهه الأمن اليوم زاد من مشكلات الأمة المسلمة. وإن هذا المؤتمر الذي ينطلق من ديوبند يعكف فيه العلماء والمفكرون القادمون من أنحاء العالم على دراسة المشكلات التي تواجه الأمّة المسلمة وبالتالي على بذل جهود جديّة يمكن بها التوصّل إلى حلّ لها. وإن العلماء ظلّ دورهم فعالاً ومعترفًا به في حلّ مشكلات الأمة، وإن الخريطة العمليّة التي رسموها كان لها مساهمة جدية في رسم خريطة السلام على مستوى العالم؛ ولذلك اجتمعنا لندرس هذه القضية على منصة هذا المؤتمر؛ حتى نتمكن من التفكير والتخطيط من أجل تدعيم العلاقات المتبادلة في داخل البلاد وعلى مستوى العالم؛ حتى ننهض جميعًا لمواجهة المشكلات التي تعترضنا وعلى رأسها قضية الإرهاب التي يتم التستّر بها لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في داخل البلاد وعلى مستوى العالم. وإن أول نداء ضد الإرهاب دوّي منطلقًا من ديوبند، وإن أول رسالة تنطلق للأمن نحو العالم اليوم من ديوبند نفسها. وأكد الشيخ المدني على مكافحة العدوان والعنف من خلال الحوار والتفاهم.

     ومن جانبه قال أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند فضيلة الشيخ رياسة علي البجنوري القاسمي: إن «حركة الرسائل الحريرية» التي أسسها شيخ الهند محمود حسن الديوبندي رحمه الله، لم تكن للهند وحدها وإنما كانت تهدف كذلك إلى زرع السلام في العالم كله. وأضاف: إن العمل على تعميم السلام ومكافحة الإرهاب ظلاّ من أولويات المهمات التي قام بها العلماء دائمًا.

     وقد قال أحد المسؤولين في الجمعية للصحفيين: إن المؤتمر سيتم فيه دراسة عدد من القضايا التي تخض الإنسان والإنسانية، من  بينها رعاية حقوق غير المسلمين من المواطنين في ضوء توجيهات الشريعة الإسلامية، والتنديد بالتشدد في الخلافات المذهبية، وحقوق الأقليات والحفاظ عليها، ورعاية حقوق كل من الضعفاء: الفقراء والنساء والأطفال، وإيجاد مجتمع منزه من الاستغلال الجنسي والتنعّم الحرام، وإدمان الخمر والمخدرات، والإباحيّة والاستهتار.

     وقد حضر الجلسة الافتتاحية رئيس الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني والعالم الهندي الكبير فضيلة الشيخ محمد سالم القاسمي نائب رئيس هيئة الأحوال الشخصية لمسلمي الهند، و وفد وجيه من باكستان يقوده رئيس جمعية علماء باكستان الشيخ فضل الرحمن، ومن بين أعضاء الوفد الشيخ عطاء الرحمن، والشيخ عبد الغفور، والشيخ محمد خان شيرواني، والمقرئ محمد حنيف الجالندهري، والمفتي غلام الرحمن، والشيخ غل نصيب خان، والشيخ رشيد اللدهيانوي، والشيخ إمداد الله، والشيخ الله وصايا، والشيخ عبد القيوم، والشيخ عبد الواسع، والشيخ الدكتور خالد محمود، والشيخ مولى بخش، والشيخ شريف الهزاروي، والشيخ محمد قاسم، والشيخ سعيد يوسف، والشيخ عبد القيوم نواز نعماني، والشيخ محمد أبوبكر الصديق، والشيخ أسعد محمود، والشيخ محمد طيب، والشيخ سيد محمود ميان، والشيخ عبد الله، والسيد محمد زاهد شاه، والحافظ عبد المالك، والسيد محمد أحمد، والسيد محمد حنيف، والسيد محبوب علي، والسيد عامر محمود، والشيخ أسجد خان، والشيخ المفتي عبد الستار، والشيخ عبد المتين، والشيخ قمر الدين وغيرهم؛ حيث بلغ عدد الوفد 30 عالماً ومفكرًا بمن فيهم فضيلة الشيخ فضل الرحمن رئيس الوفد.

     كما حضرها الوفد البنغلاديشي الذي ضمّ 17 عالماً ومفكرًا، رئيسهم الشيخ فريد مسعود، ومن بين علماء الوفد الشيخ عارف الدين، والمفتي رشيد أحمد، والشيخ عبد الباسط، والمفتي محمد علي.

     وحضرها من دولة نيبال المجاورة وفد مكون من سبعة علماء، يرأسهم الشيخ عبد العزيز القاسمي. ومن بين أعضاء الوفد: المفتي عبد الرحمن، والشيخ أصغر القاسمي المدني، والشيخ خالد الصديقي.

     وحضرها من بريطانيا وفد موقر من العلماء يرأسه الشيخ إبراهيم التارا بوري، ومن أعضاء الوفد الحافظ محمد إكرام، والدكتور حسين مقدم، والشيخ يوسف أكودي، والدكتور عبد الباسط شيخ.

     ومن جهة أخرى استقبل بترحاب حارّ العلماء والمفكرين الباكستانيين في الساعة المتأخرة من الليلة المتخللة بين الخميس والجمعة: 8-9/صفر 1435هـ = 12-13/ديسمبر 2013م رئيس الجامعة الإسلاميّة دارالعلوم/ ديوبند فضيلة الشيخ المفتي أبوالقاسم النعماني وأمين عام جمعية علماء الهند الشيخ السيد محمود أسعد المدني وعدد من أساتذة الجامعة والمسؤولين في الجمعيّة وحشد كبير من الطلاب لدى وصولهم إلى ديوبند من باكستان بالطريق البريّ المارّ بـ«البنجاب» الهندية، متعرجين على مدينة «سهارنبور».

     وقد نزل الضيوف الكرام بدار الضيافة الجامعية لجامعة ديوبند. وإثر صلاة الجمعة: 9/صفر = 13/ديسمبر عقدت حفلة ترحيبية على شرف الضيوف المشاركين في المؤتمر، بجامعة «رشيد» الكبير بالجامعة، حضرها أساتذة وطلاب الجامعة ومسؤولو الجمعية وأهالي مدينة «ديوبند».

     وقد تحدّث في الحفلة رئيس الوفد الباكستاني القائد والسياسي المحنك فضيلة الشيخ فضل الرحمن، فقال فيما قال:

     إن الجامعة الإسلامية دارالعلوم/ديوبند مهوى حبّ وإعجاب العالم الإسلامي كله. وقد عكف علماؤها على نشر تعاليم الإسلام في كل شبر من أشبار العالم، وقال إنه سعيد جدًّا جدًّا بمقدمه إلى هذه المدينة السعيدة التي تحتضن جامعة ديوبند، التي ليست عبارة فقط عن مذهب من المذاهب؛ وإن أيّ عنوان واحد لا يمكن أن يكون هوية دارالعلوم/ديوبند؛ لأنها هي التي نشرت سماحة الإسلام وشموليته وتعليماته العظيمة الفريدة في العالم. إن الجامعة التي انطلقت من تحت ظلّ شجرة رمّان في فناء مسجد أثري معروف بمسجد «تشته» صارت الآن دوحة مترامية الأغصان وأصبحت بحيث ينهل منها طلاب علوم الدين من أنحاء الدنيا كلها. وأشار بهذه المناسبة بصفة خاصّة إلى الدور الطليعيّ الفريد الذي قام به علماء هذه الجامعة في تحرير الهند، وقد وَصَّى طلاب الجامعة بالانهماك في تحصيل العلم وتبني الإخلاص والإنابة والتفرغ حتى يكونوا علماء مؤهلين يسيرون سيرة سلفهم في العمل بالدين ونشره وتبليغه. (صحيفة انقلاب الأردية اليومية، دهلي الجديدة/ ميروت، ص3، العدد 339، السنة1، السبت 10/صفر 1435هـ = 14/ديسمبر 2013م).

*  *  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم  ديوبند ، ربيع الأول 1435 هـ = يناير 2013م ، العدد : 3 ، السنة : 38